السلام عليكم
مادلين بيرو تعيد الجاز إلى «بيت الدين»لا شك في أنّ موسيقى الجاز على اختلاف أنماطها وفروعها القديمة والحديثة، فقدت شيئاً من جاذبيتها لدى الجمهور اللبناني. هذا ما يؤكده حضور الجاز في برامج المهرجانات الصيفية من جهة، ونسبة الإقبال على الحفلات مقارنة بالفنون الأخرى (هل تذكرون حفلة مغني البوب
ميكا السنة الماضية؟). في المهرجانات الثلاثة، حفلتان فقط: الأولى للمغنية
مادلين بيرو في «بيت الدين» والثانية في «بعلبك» يحييها فنانان مخضرمان في ليلة واحدة (!) هما عازف الباص الأميركي رون كارتر (1937) وفرقته الخماسية في الجزء الأول (جاز وبوسا نوفا) وإيدي بالمييري (1936) وفرقته السداسية في الجزء الثاني (جاز لاتيني وسالسا). مساء اليوم، تقدم مغنية الجاز مادلين بيرو حفلتها الوحيدة، لتضيف نكهة الجاز إلى «مهرجانات بيت الدين». ويبدو أن المنظمين لم يجازفوا،
مقطع من أغنية "Dance Me To The End Of Love"فاختاروا اسماً معروفاً. والأهم أنّ شهرتها هذه راهنة وليست من زمن مضى. الفنانة الشابة (1974) لمع نجمها فجأة بعد صدور أسطوانتها Careless Love عام 2004، لكن تجربتها بدأت أواسط التسعينيات مع ألبوم أول لم يحقق شهرة تُذكَر. في عملها الثاني، عوَّلت بيرو على كلاسيكيات من خارج الجاز، وأعدّت بمساعدة المنتج (بمعنى المعِدّ الموسيقي) لاري كلاين أغاني يعرفها الجمهور، أبرزها
نبرة صوت رقيقة وإحساس عالٍ في الأداء
لليونارد كوهين وبوب ديلن وغيرهما. هذا ما لاقى ترحيباً من محبي الجاز والبوب ـــــ الروك على حدٍّ سواء، إضافة إلى نبرة صوتها الرقيقة وإحساسها العالي في الأداء الذي قارب كبار مغنيات الجاز السوداوات. أما موسيقياً، فتعتمد بيرو تركيبة كلاسيكية نوعاً ما، تقوم على ثلاثي البيانو والباص والدرامز، وتضيف إليها غيتارها وغيتاراً كهربائياً (نادراً ما تستعمل الكمان)، وتميل إلى السوينغ، لكن تغيب في أعمالها الآلات النحاسية.
بعد نجاح هذا العمل، أصدرت ألبومها الثالث Half the Perfect World (2006) الذي حقق شهرة على حساب أسطوانتها الثانية، مع العلم بأنّها استعادت أيضاً في هذا العمل كلاسيكيات من عوالم قريبة من الجاز، مثل أغنية River للمخضرمة جوني ميتشل.
مقطع من أغنية "Somethin' Grand"بعد ثلاث سنوات، عادت بيرو إلى الساحة مع ألبوم Bare Bones الذي حوى بجزئه الأكبر أغنيات خاصة كتبت ألحانها و/أو كلامها وساعدتها لجهة النص والموسيقى مجموعة أسماء، أبرزهم شريكها لاري كلاين. في عملها هذا، تؤدي بيرو أغنية خاصة بعنوان «شأنٌ عظيم» من وحي التغيير المرتقب في الولايات المتحدة، وتعلق آمالاً كبيرة على عهد باراك أوباما. ربما كانت بيرو قد تسرَّعت في حكمها، لكنّ المؤكد أنها عبّرت، على نحو غير مباشر، عن امتعاضها من ولاية بوش.
تحياتي جوهرة العقول